
مقدمة
ما هو الزكام هو سؤال يطرحه الكثيرون عند الشعور بأعراض البرد الشائعة، الزكام، والذي يُعرف أيضاً بنزلة البرد، هو عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتتميز بأعراض مثل احتقان الأنف، والعطس، والسعال.
تعتبر هذه الحالة من أكثر الأمراض انتشاراً، وغالباً ما تكون خفيفة ومؤقتة، ولكنها قد تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير، في هذا المقال، سنستعرض ما هو الزكام، تعريفه، أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منه.
جدول المحتويات
ما هو الزكام؟
الزكام، المعروف أيضاً بالرشح أو نزلات البرد، هو عدوى فيروسية شائعة تصيب الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك الأنف والحلق.
يُعتبر الزكام من أكثر الأمراض انتشاراً حول العالم، ويصاب به معظم الأشخاص عدة مرات سنوياً، غالباً ما يكون سببه فيروسات مختلفة، أبرزها فيروسات الأنف (Rhinoviruses)، وينتقل بسهولة من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة.
على الرغم من أن الزكام ليس مرضاً خطيراً في العادة، إلا أنه يسبب إزعاجاً كبيراً بسبب أعراضه المزعجة مثل انسداد الأنف، السعال، والعطاس.
يعتبر الزكام فرصة لتقوية جهاز المناعة من خلال مقاومة الجسم للفيروس، ولكنه يتطلب الراحة والعناية الجيدة للتعافي بسرعة. [1][2][3]
تعريف الزكام وتأثيره
تأثير الزكام على بطانة الأنف
الزكام يؤثر بشكل مباشر على بطانة الأنف، حيث يسبب التهابات وتهيجات نتيجة استجابة الجهاز المناعي للعدوى الفيروسية.
عند دخول الفيروسات المسببة للزكام إلى الأنف، يبدأ الجهاز المناعي بإطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين لتفعيل الاستجابة المناعية، يؤدي ذلك إلى توسع الأوعية الدموية في بطانة الأنف وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة، مما يسبب التورم والاحتقان.
تبدأ الغدد المخاطية في الأنف بإفراز كميات كبيرة من المخاط كوسيلة لطرد الفيروسات والعوامل المسببة للعدوى. هذا الإفراز الزائد يساهم في الشعور بانسداد الأنف وصعوبة التنفس، كما أن التهيج المستمر قد يؤدي إلى الشعور بالحكة والعطاس المتكرر.
بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح بطانة الأنف أكثر حساسية وجفافاً، ما يزيد من احتمالية حدوث تشققات أو نزيف بسيط في الحالات الشديدة.
العناية ببطانة الأنف خلال الزكام، مثل استخدام المحلول الملحي أو مرطبات الأنف، يمكن أن تخفف من هذه الأعراض وتساعد على التعافي بشكل أسرع.
الفيروسات المسببة للزكام
يسبب الزكام مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي العلوي، ومن أبرزها:
- فيروسات الأنف (Rhinoviruses): تُعد الأكثر شيوعاً بين مسببات الزكام، إذ تسبب حوالي 30-50% من الحالات. تتكاثر هذه الفيروسات بشكل سريع داخل الأنف، وتنتقل بسهولة عبر الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة.
- الفيروسات التاجية (Coronaviruses): بالرغم من ارتباطها مؤخراً بفيروسات أكثر خطورة مثل “كوفيد-19″، إلا أن بعض أنواعها تُسبب زكامات خفيفة موسمية.
- الفيروسات المخلّوية التنفسية (Respiratory Syncytial Virus): تُعد شائعة بين الأطفال، لكنها يمكن أن تؤثر على الكبار أيضاً، خاصةً في فصل الشتاء.
- الفيروسات الغدّانية (Adenoviruses): تؤدي إلى التهابات متنوعة، بما في ذلك الزكام، وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراض إضافية مثل التهاب الحلق واحمرار العينين.
- فيروسات الإنفلونزا الباراكَزَمية (Parainfluenza Viruses): على الرغم من ارتباطها بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي، إلا أنها قد تسبب أيضاً أعراض زكام خفيفة. [4][5]
أسباب الزكام
1. العدوى الفيروسية
تُعتبر الفيروسات السبب الرئيسي للزكام، حيث تنتقل إلى الجسم عن طريق:
- الرذاذ التنفسي: عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب، تنتشر الفيروسات في الهواء.
- ملامسة الأسطح الملوثة: يمكن أن تنتقل الفيروسات عند لمس الأسطح الملوثة ومن ثم لمس الأنف أو الفم أو العين.
- الاتصال المباشر: مثل المصافحة مع شخص مصاب.
2. ضعف جهاز المناعة
الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي أكثر عرضة للإصابة بالزكام، خاصة الأطفال وكبار السن.
3. التغيرات الجوية
التعرض للطقس البارد أو التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة يزيد من احتمالية الإصابة، لأن هذه الظروف قد تُضعف مناعة الجهاز التنفسي وتجعل الأنف بيئة مناسبة لنشاط الفيروسات.
4. العوامل البيئية
- الازدحام: العيش أو العمل في أماكن مزدحمة يزيد من فرصة انتقال العدوى.
- التعرض للتلوث: تهيج الجهاز التنفسي بفعل الملوثات مثل دخان السجائر أو الغبار قد يسهم في زيادة خطر الإصابة.
5. الإجهاد والإرهاق
الإرهاق النفسي والجسدي قد يضعف مقاومة الجسم، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات المسببة للزكام.
6. عوامل شخصية
أعراض الزكام
1. انسداد الأنف واحتقانه: يحدث نتيجة التهاب بطانة الأنف وتورمها بسبب الفيروس و يصاحبه زيادة في إفراز المخاط الذي قد يكون شفافاً في البداية ثم يتحول إلى أكثر كثافة ولوناً مع تقدم الحالة.
2. العطاس المتكرر: و هو رد فعل طبيعي للجسم لطرد الفيروسات والملوثات من الأنف.
3. التهاب الحلق: يظهر كأحد الأعراض المبكرة للزكام بسبب تهيج الحلق الناتج عن التصريف المخاطي أو العدوى الفيروسية.
4. السعال: قد يكون جافاً أو مصحوباً بالبلغم نتيجة التهاب الجهاز التنفسي العلوي.
5. الصداع: يحدث بسبب الاحتقان أو الإجهاد الناتج عن الزكام.
6. التعب والإرهاق العام: يشعر المصاب بانخفاض في مستويات الطاقة نتيجة استجابة الجسم المناعية لمحاربة الفيروس.
7. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: عادةً ما تكون الحمى خفيفة، لكنها قد ترتفع قليلاً في بعض الحالات، خاصة عند الأطفال.
8. دموع العين واحمرارها: نتيجة تأثر القنوات الدمعية بالاحتقان أو بسبب التهيج.
9. فقدان مؤقت لحاسة الشم والتذوق: يحدث نتيجة انسداد الأنف وتورم الغشاء المخاطي.
10. آلام العضلات والمفاصل (نادر): يمكن أن يشعر البعض بآلام طفيفة، خاصة في حالات الزكام الشديدة أو عند وجود إرهاق عام.
مدة الأعراض
عادةً تستمر أعراض الزكام من 7 إلى 10 أيام، حيث تبدأ بالتحسن تدريجياً مع الراحة والعناية، ومع ذلك، في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مضاعفات أو عدوى بكتيرية. [8][9]
طرق انتقال الزكام
1. الرذاذ التنفسي
ينتقل الزكام عند العطاس أو السعال، حيث تنطلق قطرات صغيرة محمّلة بالفيروسات في الهواء، والتي يمكن أن يستنشقها الأشخاص القريبون من المصاب، ما يؤدي إلى انتقال العدوى.
2. الاتصال المباشر
ملامسة شخص مصاب، مثل المصافحة أو العناق، قد تنقل الفيروسات إلى اليدين، عندما يلمس الشخص وجهه (الأنف، العين، أو الفم) بعد المصافحة، يدخل الفيروس إلى الجسم.
3. ملامسة الأسطح الملوثة
الفيروسات المسببة للزكام تستطيع البقاء على الأسطح مثل مقابض الأبواب، الهواتف، وأسطح الطاولات لفترة زمنية.
عند ملامسة هذه الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه، يمكن أن تنتقل العدوى.
4. استخدام الأدوات الشخصية للمصاب
مشاركة أدوات مثل المناديل الورقية، الأكواب، أو الملاعق مع شخص مصاب تزيد من فرصة الإصابة بالعدوى.
5. التواجد في أماكن مزدحمة
الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل الحافلات أو المدارس تساهم في انتشار العدوى بسرعة بسبب قرب الأشخاص من بعضهم.
6. ضعف التهوية
في الأماكن سيئة التهوية، يمكن أن تظل الفيروسات عالقة في الهواء لفترة أطول، مما يزيد من احتمالية الإصابة. [10][11][12]
التشخيص للزكام
اعتماد الأطباء على الأعراض
عندما تشعر بأعراض الزكام، يعتمد الأطباء بشكل رئيسي على الفحص السريري لتحديد حالتك، غالباً ما يكون التشخيص قائماً على الأعراض الظاهرة مثل السعال، والعطس، وسيلان الأنف.
قد يقوم الطبيب بطلب مسحة من الأنف أو الحلق للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى مشابهة، في بعض الحالات، قد يوصي بإجراء أشعة سينية لاستبعاد احتمال وجود مرض بالرئة أو أي أسباب أخرى محتملة لأعراضك.
من المهم أن تتوجه إلى الطبيب إذا استمرت الأعراض أو إذا تفاقمت الحالة.
العلاج المناسب للزكام
الزكام عادةً مرض فيروسي ذاتي الشفاء، أي أنه يختفي مع مرور الوقت، ولا يوجد علاج محدد للقضاء عليه تماماً، لكن يمكن تخفيف الأعراض والتعافي بسرعة من خلال:
1. الراحة والاسترخاء: يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من الراحة للسماح للجسم بمكافحة الفيروس بشكل أفضل.
2. الإكثار من السوائل: شرب الماء، الأعشاب الدافئة، والعصائر الطبيعية يساعد في ترطيب الجسم وتخفيف احتقان الأنف والحلق.
3. الأدوية المسكّنة والخافضة للحرارة: يمكن استخدام الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى وآلام الجسم.
4. بخاخات الأنف المالحة: تساعد المحاليل الملحية في تخفيف انسداد الأنف وتنظيف الممرات الأنفية.
5. غرغرة بالماء المالح: طريقة فعالة لتخفيف التهاب الحلق وتهدئته.
6. استخدام الأعشاب الطبيعية: مشروبات مثل الزنجبيل، النعناع، أو العسل مع الليمون تعمل على تهدئة الأعراض ودعم المناعة.
7. تجنب المهيجات: الابتعاد عن التدخين والغبار لتقليل تهيج الجهاز التنفسي.
العلاج الوقائي للزكام
1. تقوية جهاز المناعة:
تناول غذاء صحي يحتوي على الفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين C (مثل الحمضيات) والزنك (مثل المكسرات)، بالإضافة الى ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين وظائف الجسم المناعية.
2. النظافة الشخصية:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- استخدام معقم اليدين عند عدم توفر الماء والصابون.
- تجنب لمس الأنف أو العينين بدون غسل اليدين.
3. تجنب الاختلاط بالمصابين:
الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الزكام، خاصة في الأماكن المزدحمة.
4. الحفاظ على التهوية الجيدة:
تهوية المنزل أو مكان العمل بشكل يومي لتجديد الهواء وتقليل الفيروسات المنتشرة في الجو.
5. أخذ لقاحات الحماية:
بالرغم من أن لقاحات الزكام غير متوفرة بشكل مباشر، فإن تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي قد يقلل من احتمالية الإصابة بعدوى مشابهة.
6. استخدام الكمامات في الأماكن العامة:
يُنصح بارتداء الكمامة عند التواجد في أماكن مزدحمة لتقليل احتمالية استنشاق الرذاذ الملوث. [13][14][15]
علاقة اوميغا 3 بمرض الزكام
أظهرت دراسات أن تناول أوميغا-3 يمكن أن يعزز جهاز المناعة ويساعد في الوقاية من الزكام وتقليل أعراضه.
تأثير أوميغا-3 على الزكام:
- تعزيز المناعة: تُعرف أوميغا-3 بقدرتها على تعزيز نشاط الخلايا المناعية التي تكافح الفيروسات، مما يساعد في الوقاية من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.
- أثناء الحمل: أظهرت دراسة أن تناول الحوامل لمكملات أوميغا-3 قد يقلل من احتمالية إصابة أطفالهن بالزكام بعد الولادة، ويقلص مدة الأعراض في حال حدوثها.
- السيطرة على الالتهابات: تساعد أوميغا-3 في السيطرة على التهابات الجسم، مما يساهم في تقليل تأثير الزكام والأمراض المرتبطة به. [16]
خاتمة
عندما تفكر في الزكام، يجب أن تدرك أنه مرض شائع يمكن أن يصيب الجميع في أي وقت من العام، رغم أنه عادة ما يكون غير خطير، فإن الأعراض يمكن أن تكون مزعجة وتؤثر على جودة حياتك اليومية.
من خلال متابعة النصائح السليمة لإدارة الأعراض، يمكنك تحقيق الراحة اللازمة خلال فترة الإصابة.
إذا كنت تعاني من الزكام، تذكر أهمية الراحة وتناول السوائل بشكل كافٍ، بالإضافة إلى ذلك، حاول تجنب الأماكن المزدحمة لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
من المهم أيضاً أن تكون واعياً للاحتياطات اللازمة مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه، في حال تفاقمت الأعراض أو استمرت لفترة طويلة. [17][18][19]
أسئلة شائعة وتلخيص للمعلومات
- هل يمكن علاج الزكام بسرعة؟ يعتمد علاج الزكام على تخفيف الأعراض وليس الشفاء التام فوراً، إذ يحتاج الجسم إلى وقت لمقاومة الفيروس، ويتراوح ذلك بين 7-10 أيام عادةً.
- ما هي أفضل طرق الوقاية من الزكام؟ تشمل غسل اليدين بانتظام، تجنب لمس الوجه، والابتعاد عن الأشخاص المصابين.
- هل الزكام معدٍ؟ نعم، الزكام معدٍ وينتقل من خلال الرذاذ المتطاير أثناء العطس أو السعال، أو عبر الأسطح الملوثة.
- ما الفرق بين الزكام والإنفلونزا؟ الزكام أقل حدة من الإنفلونزا، حيث تسبب الإنفلونزا أعراضاً أكثر شدة مثل الحمى وآلام الجسم.
- هل هناك أطعمة تساعد في الوقاية من الزكام؟ تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل الحمضيات، والمشروبات الدافئة كالشاي بالزنجبيل قد يعزز مناعة الجسم.
- ما هي مدة استمرار الزكام؟ عادةً ما تستمر الأعراض من 7 إلى 10 أيام، وقد تمتد لفترة أطول عند ضعف المناعة.
- هل يمكن للأطفال الرضع الإصابة بالزكام؟ نعم، الأطفال الرضع عرضة للإصابة بسبب ضعف مناعتهم، ويُنصح بتقديم الرعاية اللازمة مثل الحفاظ على الترطيب ورفع الرأس أثناء النوم لتسهيل التنفس.
- ما هي علامات تفاقم الزكام؟ إذا استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام، أو تفاقمت الحمى، أو ظهرت صعوبة في التنفس، فقد يكون ذلك دليلاً على مضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية أو عدوى بكتيرية.
- هل الزكام يؤثر على الحوامل؟ نعم، قد تعاني الحامل من الزكام بشكل أشد بسبب التغيرات في جهاز المناعة، ويُنصح بتجنب الأدوية دون استشارة الطبيب.
- هل المضادات الحيوية فعالة لعلاج الزكام؟ لا، لأن الزكام سببه عدوى فيروسية، والمضادات الحيوية تعمل على العدوى البكتيرية فقط.
- كيف يمكن علاج الزكام منزلياً؟ يُفضل شرب السوائل الدافئة، استخدام بخاخات الأنف الملحية، والراحة التامة.
- هل التدخين يزيد من خطر الإصابة بالزكام؟ نعم، التدخين يضعف الجهاز التنفسي ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالزكام، كما قد يزيد من شدة الأعراض.
- ما أفضل وقت لرؤية الطبيب عند الإصابة بالزكام؟ إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، أو إذا ظهرت علامات مثل ألم حاد في الأذن أو الحلق، فيجب استشارة الطبيب.