مقدمة
يعدّ مرض باركنسون من الأمراض العصبيّة الّتي تؤثّر في كثير من الأشخاص في العالم، يؤدّي هذا المرض إلى تضرّر خلايا عصبيّة معيّنة في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى نقص في الدوبامين الّذي يعدّ مسؤولاً بشكل أساسي عن الوظائف الحركيّة لدى الإنسان، وللمزيد من المعلومات في هذا الصدد يمكنك الاطلاع على المقال الخاصّ بمرض باركنسون.
علاج مرض باركنسون: إلى الآن لم يجد العلماء علاجاً نهائياً لهذا المرض، إلّا أنّ هناك تطوّرات كبيرة في مجال العلاج تهدف إلى الحدّ من الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين بهذا المرض.
اسباب مرض باركنسون: هناك العديد من الأسباب لهذا المرض متفرّقة بين أسباب وراثيّة وجينيّة وأخرى بيئيّة، ولقد تحدّثنا في مقال سابق عن اسباب باركنسون بشكل أوسع.
في هذا المقال سنقدّم لك مجموعة من العلاجات المتنوّعة لهذا المرض.
جدول المحتويات
علاج مرض باركنسون
لم يتمكّن الطبّ الحديث إلى الآن من إيجاد العلاج النهائيّ لهذا المرض، إلّا أنّ هناك العديد من الطرق المكتشفة لإدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين بهذا المرض، تشمل هذه الطرق العلاجات الدوائيّة، العلاجات التكميليّة والداعمة، الجراحة.
إليك بعض هذه الطرق العلاجيّة الّتي قد تساهم في تحسين حياة مرضى باركنسون.
1- العلاج الدوائي:
- مادّة ليفودوبا: هي مادّة كيميائيّة تستخدم في علاج الأعراض الحركيّة لمرض باركنسون، حيث تتحوّل هذه المادّة إلى دوبامين في مناطق معيّنة من الدماغ، ممّا يؤدّي إلى تعويض نقص الدوبامين فيه، لكنّ هذه المادّة لا يمكنها منع اسباب مرض باركنسون ولا الحدّ من تطوّر هذا المرض، وإنما تأثيرها يقتصر على الأعراض الحركيّة له فقط….[1]
- ناهضات الدوبامين: وهي مجموعة من الأدوية الّتي يمكنها تأدية وظيفة الدوبامين في الدماغ، وذلك من خلال تنشيط خلايا معيّنة من الدماغ، بالإضافة إلى تنشيط مستقبلات الدوبامين، وتُستخدم بدلاً من ليفودوبا في بعض الحالات، خاصةً في المراحل المبكّرة، وللمزيد من المعلومات يمكنك الاطّلاع على المقالات الخاصّ بناهضات الدوبامين…[2] [4]
- مثبّطات مونوامين أوكسيديز-ب: وهي مجموعة من الأدوية تشمل :
1- سيليجيلين: يستخدم كمساعد لليفودوبا في المراحل المتقدّمة من باركنسون أو كعلاج وحيد في المراحل المبكّرة.
2- سافيناميد: يستخدم كعلاج مساعد لليفودوبا للمرضى الّذين يعانون تقلّبات حركيّة.
3- راساجيلين: يستخدم أيضاً بمفرده في المراحل المبكّرة من المرض أو مع ليفودوبا في المراحل المتقدّمة.
تساعد هذه الأدوية على تثبيط الإنزيم الّذي يحطّم الدوبامين في مناطق معيّنة من الدماغ…[2]
- مثبّطات الكاتيكول أو ميثيل ترانسفيراز (COMT): هي نوع من أنواع الأدوية الّذي يعمل مع كاربيدوبا ليفودوبا كعلاج لأعراض باركنسون الحركيّة…[5]
- مضادّات الكولين: تُساعد في السيطرة على الرعاش وأعراض معيّنة أخرى مثل: سلس البول، التبوّل بشكل مستمر، الانسداد الرئويّ المزمن….[6]
- بيمافانسيرين: تعدّ بيمافانسيرين نوعاً من أنواع الأدوية الّتي تعالج أعراض باركنسون مثل: الهلوسة والتوهّم…[7]
- مضادّات مستقبلات الأدينوزين:
- تعدّ مستقبلات الأدينوزين أدوية تعمل على منع تأثير الأدينوزين على مستقبله في الجسم.
- الأدينوزين هو مركّب بيولوجيّ يؤدي دوراً هامّاً في تنظيم وظائف متعدّدة في الجسم.
- هناك أربعة أنواع من مستقبلات الأدينوزين، وهي A1 و A2A و A2B و A3 :
- مضادّات مستقبلات A1: تعمل على زيادة معدّل ضربات القلب وإفراز النواقل العصبيّة مثل الدوبامين.
- مضادّات مستقبلات A2A: تستخدم بشكل رئيسي في علاج مرض باركنسون، حيث يمكن أن تساعد على تحسين الأعراض عن طريق تعزيز النشاط الدوبامينيّ،وهي الأكثر صلة بإدارة هذا المرض.
- مضادّات مستقبلات A2B: تساهم في التحكّم في عمليّات الالتهاب وتوسّع الأوعية الدمويّة.
- مضادّات مستقبلات A3: لديها تأثيرات مضادّة للالتهاب والحماية العصبيّة، وتدرس حاليّاً لعلاج أمراض مثل التهاب المفاصل والسرطان…[8]
2-العلاج الجراحيّ:
- التحفيز العميق للدماغ: هو علاج جراحيّ دقيق وحسّاس يقوم الجرّاحون فيه بزرع أقطاب كهربائيّة في مناطق معيّنة من الدماغ ووصلها مع مولّد كهربائيّ يُزْرَع في الصدر، يعالج هذا الإجراء الأعراض الحركيّة لمرض باركنسون بشكل واضح، وربّما قد يعالج بعض الأعراض غير الحركيّة أيضا. تعمل هذه الأقطاب الكهربائية على إرسال نبضات كهربائيّة لتحفيز مناطق معيّنة من الدماغ وتقليل الأعراض…[2] [9]
- الجراحة التدميريّة أو الاستئصالية: وهي باختصار شديد عمليّة جراحيّة يُسْتَأْصَل الخلايا المصابة بالمرض من خلالها…[10]
- العلاج بالموجات فوق الصوتيّة المركّزة: يستخدم في هذا الإجراء الموجات فوق الصوتيّة المركّزة لتسخين الأنسجة المستهدفة بدقّة عالية، ممّا يؤدّي إلى تدمير الأنسجة المصابة بالمرض بشكل موجّه….[10]
- زراعة خلايا جذعيّة: يتمّ من خلال هذا العمل الجراحيّ يُزْرَع خلايا في أماكن معيّنة في الدماغ تنتج الدوبامين….[3][10]
العلاجات الداعمة والتكميليّة
- العلاج الطبيعيّ: يُساعد على تحسين الحركة، التوازن، وتقليل التصلّب.
- العلاج الوظيفيّ: يُساعد المريض على التأقلم مع أنشطة الحياة اليوميّة.
- العلاج بالكلام: للتعامل مع صعوبات النطق التي قد تحدث مع المرض.
- الدعم النفسيّ والاجتماعيّ: يُعتبر العلاج النفسيّ والدعم الأسريّ جزءاً أساسياً لتحسين جودة الحياة.
النظام الغذائيّ ونمط الحياة
- يُوصى بتناول نظام غذائيّ غنيّ بالألياف لتجنّب الإمساك، وهو عرض شائع لدى مرضى باركنسون.
- يُفضّل ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين التوازن وقوة العضلات.
- الحصول على فترات كافية من النوم الجيد وتجنّب التوتر.
خاتمة
يعدّ علاج مرض باركنسون تحدّياً مستمرّاً، يجمع بين الأدوية، والعلاج الطبيعيّ، والتدخّلات الجراحيّة المبتكرة مثل العلاج بالموجات فوق الصوتيّة المركّزة.
على الرغم من أنّ الأبحاث والتطوّرات العلميّة قد أحرزت تقدّماً كبيراً في فهم هذا المرض وعلاجه، إلّا أنّ الطريق نحو الشفاء التامّ ما زال طويلاً.
أسئلة شائعة وتلخيص للمعلومات
- ما هو مرض باركنسون؟ مرض باركنسون هو اضطراب عصبي يؤثر على الحركة، ويحدث نتيجة تدهور خلايا عصبية معينة في الدماغ.
- ما هي الأعراض الشائعة لمرض باركنسون؟ تشمل الأعراض الشائعة الرعشة، تيبس العضلات، بطء الحركة، وصعوبة التوازن.
- هل يمكن علاج مرض باركنسون نهائياً؟ لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون، لكن يمكن السيطرة على الأعراض من خلال الأدوية، العلاج الطبيعي، والتدخلات الجراحية في بعض الحالات.
- ما الأدوية المستخدمة في علاج باركنسون؟ تُستخدم الأدوية مثل ليفودوبا (Levodopa) ومضادات الكولين لتخفيف الأعراض.
- هل يمكن تحسين جودة الحياة للمرضى؟ نعم، من خلال الرعاية المستمرة، دعم الأسرة، والعلاج المناسب، يمكن تحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.
- هل هناك نظام غذائي خاص يُنصح به؟ يُنصح المرضى بتناول نظام غذائي متوازن، الغني بالفواكه والخضروات، وتقليل الكافيين.