مقدمة
يدرس علم الاقتصاد السلوك البشريّ من زاوية الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، ويهدف إلى فهم الأنماط والقوانين الّتي تحكم هذه العمليّات، ويعتبر من العلوم الحيويّة الّتي تؤثّر في نحو مباشر على حياتنا اليوميّة، ويعدّ من العلوم الاجتماعيّة.
كما يعتبر فرع من فروع العلوم الّتي تسعى إلى شرح وفهم الطريقة الّتي يعمل بها الأفراد، من خلال دراسة وفهم الطريقة الّتي يعمل بها اقتصادهم حيث تقوم كلّ مجموعة بتطوير خطّة بقاء تعتمد على العمل والموارد المشتركة.
ويهتمّ بدراسة إدارة الموارد المحدودة لتلبية الاحتياجات والرغبات البشريّة المتزايدة سواء من خلال القرارات الفرديّة الّتي نتّخذها بشأن الإنفاق والادّخار، سنتكلّم في هذا المقال عن مفهوم الاقتصاد وفروعه.
جدول المحتويات
مفهوم علم الاقتصاد
يمكن تعريف علم الاقتصاد بتعاريف عدّة وهو دراسة كيفيّة استخدام الناس للموارد والاستجابة للحوافز، أو دراسة صنع القرار، ويشمل الاقتصاد جميع الأنشطة المتعلّقة بإنتاج واستهلاك وتجارة السلع والخدمات في كيان ما، وغالباً ما يتضمّن موضوعات مثل الثروة والتمويل، لكنّه لا يتعلّق بالمال فقط لأن الاقتصاد هو تخصّص واسع يساعدنا على فهم المستقبل والاتّجاهات التاريخيّة.
الاقتصاد هو نظام معقّد من أنشطة الاستهلاك والإنتاج والتبادل المتماسكة، ويمكن أن يشمل أمّة أو منطقة أو صناعة واحدة أو حتّى عائلة واحدة فقط، والّتي تحدّد في النهاية كيفيّة تخصيص الموارد بين المشاركين، ويجمع إنتاج واستهلاك وتوزيع السلع والخدمات، ويلبّي إنتاج واستهلاك السلع والخدمات احتياجات أولئك الّذين يعيشون ويعملون في إطار عمل هذا الاقتصاد.
وهو نظام من أنشطة الإنتاج والاستهلاك المترابطة الّتي تحدّد في نهاية الأمر تخصيص الموارد داخل المجموعة، وتُنَظَّم الاقتصادات القائمة على القيادة من قبل هيئة حكوميّة تحدّد السلع الّتي تُنْتَج وكمّيّاتها وأسعارها في العالم الحديث.
وهناك عدد قليل من الاقتصادات القائمة على السوق أو القيادة، وتسمّى أيضاً اقتصادات السوق الحرّة، ذاتيّة التنظيم، ممّا يسمح بإنتاج السلع وتوزيعها استجابة لطلب المستهلكين. مصدر 1 . 2
فروع علم الاقتصاد
يتفرّع إلى فرعين رئيسيّين هما
1- الاقتصاد الكلي: يعود تاريخ الاقتصاد الكلّيّ إلى أربعينيّات القرن العشرين، حيث كان هناك العديد من المفاهيم الأساسيّة في هذا المجال، وكانت موضع دراسة لفترة طويلة حيث كانت مواضيع عديدة تثير قلق الاقتصادين مثل البطالة والأسعار والنموّ والتجارة.
ومنذ بداية الانضباط في أواخر القرن السابع عشر، تمّ تناول هذه العناصر من قبل آدم سميث وجون سيتورات تلك هي القضايا الّتي سيُعْتَرَف بها الآن كمجال للاقتصاد الكلّيّ، وهو فرع من فروع علم الاقتصاد، والّذي يركّز على دراسة الأفراد والشركات وكيفيّة تفاعلهم في الأسواق،
ويدرس الظواهر على مستوى الاقتصاد مثل التضخّم ومستويات الأسعار ومعدّل النموّ الاقتصاديّ والدخل القوميّ والناتج المحلّيّ الإجماليّ والتغيّرات في البطالة، والّذي يتعامل مع الهيكل والأداء والسلوك وصنع القرار.
بما في ذلك القضايا المتعلّقة بالناتج المحلّيّ الإجماليّ والسياسات الماليّة والنقديّة، وهناك مجالان لبحوث الاقتصاد الكلّيّ هما النموّ الاقتصاديّ طويل الأجل ودورات الأعمال قصيرة الأجل، وغالباً ما يُعَرَّف في شكله الحديث على أنّه يبدأ مع كينز ونظريّاته حول سلوك السوق والسياسات الحكوميّة في ثلاثينيّات القرن العشرين، وكيف تطوّرت العديد من المدارس الفكريّة منذ ذلك الوقت. مصدر 2
2- الاقتصاد الجزئي: يركّز الاقتصاد الجزئيّ بشكل أكبر على التأثيرات والخيارات الّتي تتّخذها الجهات الفاعلة الفرديّة مثل الأشخاص والشركات والصناعات.
ويدرس الأفراد والقرارات التجاريّة، ويركّز على العرض والطلب، والقوى الأخرى الّتي تحدّد مستويات الأسعار، ممّا يجعله نهجاً تصاعديّاً، ويمكن للمستثمرين استخدام الاقتصاد الجزئيّ في قراراتهم الاستثماريّة، ويرتبط الاقتصاد الجزئيّ بالاستثمار، وللمزيد من المعلومات يمكنك الاطّلاع على المقال الخاصّ بالاستثمار . مصدر 2
الخاتمة
وفي الختام يمكننا أن نقول إن علم الاقتصاد يدرس جميع الجوانب الاقتصاديّة للمجتمع، ويسهم في تنظيم دخل الفرد، ويساهم في تقديم الأدوات والتوجيهات اللازمة لتحقيق الكفاءة الاقتصاديّة والرفاهيّة للمجتمع من خلال السياسات الحكوميّة الّتي تؤثّر في النموّ الاقتصاديّ والتضخّم والبطالة.
والاقتصاد هو نظام لأنشطة الإنتاج والاستهلاك الّتي تحدّد تخصيص الموارد المحدودة، وأن كلّ فرد داخله يساهم فيه بشكل معيّن في المقابل، يتوقّع كلّ منهم حصّة من السلع والخدمات الّتي يقدّمها أعضاء المجتمع الآخرين.
يمكن القول إن علم الاقتصاد يمثل أداة حيوية لفهم العالم المتغير من حولنا، وتوجيه السياسات الاقتصادية بما يحقق أهداف الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
